دعوه لا تلوموه دعوه * لقد علم الذي لم تعلموه
هذا العالم الغريب .. جدًا غريب .. قـَـلوب المزاج في سكونه و هيجانه .. سبحان مقلبه كيف يشاء .. كم يحب التطور و الاستهلاك بشكل عجيب .. لا أخفيكم .. كثرة الاستهلاك هي غرامة الحضارة . العالم يحب الأخذ أكثر من العطاء .. يحب الأنانية و التسلط و التجبر .. و يريدنا أن نحبه !!
كثيرون هم المحبون له .. لا غرو فأنا أقدره و لا أكثر .. أحترمه و هذا واجب .. لكن هذا العالم من خلف الستار ؛ لا أعلم ما يصير له .. تناقض يدوم .. تفاخرو غرور .. لعب و لهو .. تكاثر و زينة .. أيها العالم .. ماذا تريد ؟ هل تريدنا نهز رؤوسنا خلف كلامك .. هل تردنا تلوي أعناقنا من أجلك .. هل تريدنا نذبح قيمنا على عتبة طاعتك .. هل تريد أن نقص أعناق حضارتنا في مصقلتك .. أم تريدنا نحن على مشنقتك .. تتدلى أنفسنا كبندول ساعتك تحت حبل قرارك .. لا أعلم .
أيها العالم .. دعني أخبرك .. أنا مؤمن .. قد سرى هذا الطب في دواخلي .. قد عشعش على الرأس و ما وعى .. قد شاغف الفؤاد و ما حوى .. هل تصدق ذلك .. ؟؟ كل مجهودك سيذهب سدى .. أبصم لك أن ضميرك يعرف هذا .. سأخبرك الدليل .. قال الله تعالى : « وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا » .. و ما رأيك بالنمرود الذي قال : « ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى » .. لماذا اختار الرقي إلى السماء و لم يبحث عن إله موسى في بقية الأرض التي يعرفها .. ؟؟
و خذ هذه على محمل الجد .. قد تضايقني و تتجبر بل و تقسو على ذاتي .. لكنك – حقـًّا – لا تستطيع هزيمة الحق الذي يُدعى إليه .. أنت تعرف هذا .. فلماذا المشاكسة ؟؟ تروعني نظرتك الغاضبة .. لكنها الحقيقة !!
أنت – بكونك مخلوقـًا – لا تجرؤ على تعبيدي .. لا تجرؤ على تغييري .. لا تجرؤ على اتهامي .. دعائي و صبري يقتلان أي نوايا تريد بصيص النور .. تغلب أي ثورة تعمل على إنجاحها .. أنا معك على طريق واحد حتى النهاية .. لنرى من منا كان عونـًا لصاحبه على الحق .. لا تتأفف .. لا تغضب .. فكما لا يدوم ودك لي أو ودي لك .. لا يدوم قيدي في يدك أو غضبي تجاهك.. هل تفهمني .. كلانا غريب !!